د.يوسف مروة (1934-2019)

ولد في مدينة النبطية العام ١٩٣٤ حيث أنهى دراسته الابتدائية وبعدها الدراسة الثانوية في الجامعة الوطنية في عاليه. سافر إلى ليفربول في المملكة المتحدة لمتابعة الدراسة الجامعية في الهندسة الفيزيائية. ثم تنقل بين ألمانيا والولايات المتحدة وكندا لمتابعة الدراسات العليا. درّس الرياضيات والفيزياء في لبنان وسوريا، والمغرب والجزائر حيث عمل عدة سنوات كرئيس لمختبر الإشعاع النووي الجزائري. إستقر منذ العام ١٩٧٣ في كندا حيث عمل كرئيس مختبر للاختبارات والفحوصات غير الاتلافية، وكمهندسٍ خبير في ضبط النوعية النووية، حيث ساهم ببناء وتشغيل وفحص واختبار وضبط نوعية في عدة منشآت نووية لتوليد الطاقة الكهربائية. تقاعد في العام ١٩٩٣. حائز على باكالوريوس علوم في الهندسة الفيزيائية، وماجستير علوم في هندسة الطاقة ودكتوراة في فيزياء الإشعاع. تمحورت دراساته العلمية حول التطبيقات الصناعية والتقنية للنظائر المشعة، أشعة اللايزر، فيزياء الإنشطار والإندماج النووي والحماية ضد تأثير الاشعاع والطرق التقنية لقياس وضبط الاشعاع النووي. له العديد من المؤلفات والدراسات العلمية، والإقتراحات البحثية والعلمية للبنان والدول العربية، ابرزها مذكرة للقمة العربية الرابعة في الخرطوم العام ١٩٦٨ حول إنشاء مؤسسة عربية للطاقة الذرية وأخرى للأبحاث العلمية…

الإضافة إلى الانتاج العلمي، إهتم بالشؤون الفكرية والثقافية. من أبرز كتبه المنشورة، كامل الصباح- عبقري من بلادي، العبقرية المنسية، الأثر العربي في العلم الحديث، مؤشرات ورموز العلوم الطبيعية في القرأن، مؤشرات ورموز العلوم الطبيعية في تراث الامام علي، محنة المثقف العربي، الله والكون والانسان، مفهوم الله والفيزياء الحديثة، النقد الديني في الفكر العربي المعاصر وغيره. له أيضاً الكثير من المساهمات الثقافية والفكرية في بلاد الإغتراب عن الحضارة الاسلامية والعربية.

ـ اختارته جريدة المهاجر الجديد الكندية في العام 2013 كشخصية العام.

أما الشاعر سعيد عقل فكتب في تقديمه لكتاب "العبقرية المنسية" عن العالم حسن كامل الصباح: "صفحات وفاء، من عالم شاب، يحل محل دولة؟ بل اكثر. انّها صيحة مناضل ،من اجل تحويل العالم حسن كامل الصباح الى نهضة. صيحة مقنعة، كالامل كاغنية، تهدهد وكالحب. وياشرف ما يدعو اليه، وفيّ بعظمة عظيم!".

منذ ما يزيد عن نصف قرن، هاجر حاملاً الحلم العربي معه، والآن رحل للمرة الأخيرة ولم يتحقق من أماله وطموحاته الكثير في لبنان أو الدول العربية.

For more details about Dr. Mroueh, his patents and achievements please click Here, Here and Here

لمحة عن بعض إنتاجه الفكري

فارس بدر
يوسف مروة الإنسان..هكذا عرفته..
عندما تكتب عن يوسف مروة يقفز إلى الواجهة فجأةً أسماء لهذا الرجل تعكس صفاته ومواهبه وكفاءاته وإنجازاته، فتنتصب أمامك قائمة من المصطلحات. فهو العالم والمعلم والعلّامة، الفيزيائي والرياضي والأكاديمي، الكاتب والأديب والمؤرّخ، العقائدي العلماني والمؤمن المتديّن حتى الثمالة. ولمّا كانت إنجازاته وعطاءاته في هذه الميادين كافةً في متناول معارفه وأصدقائه، قرّرت أن أكتب بضعة سطور عن يوسف مروّة الإنسان كما عرفته منذ العام ١٩٨٦.
متواضعٌ كسنابل القمح، ثاقب النظر والرؤية، عميق الفهم، يملك مفاتيح المعرفة في العلم والإجتماع والسياسة وكأنّي به واقِفٌ على أرضٍ صلبة ترسَّخت في قواعدها ثوابتٌ ومرتكزات بناها مدماكاً فوق مدماك، غارفاً من ثقافته العقائدية في الفكر القومي الإجتماعي ومن ثقافته الدينية المنفتحة المتحرّرة من عبوديّة النصوص المشحونة بالغيبيّات.
يوسف مروة ليس كاتباً محترفاً.... إِنَّهُ صاحب قضية..... التفكير والكتابة بالنسبة إليه كانتا سلاحه في المعركة... هو اللبناني السوري العربي الذي هالته فداحة انحطاط أمته واستقالة حضارتها من التاريخ .... وهو الإنسان الذي رأى آثار الحروب المدمّرة ويخشى من حضارة اتّسع علمها وكثرت وسائلها وتخلُّف ضميرها. هو إذاً صاحب قضية تهز المأساة الإنسانية أعماقه، ليس مشغولاً بترف عقلي زائد، ولكن يقدم فكراً يرتبط بمنهج يتصل بعمق المأساة الإجتماعية وصميم المشكلة الإنسانية.
كانت صلته بالحضارات الغربية عميقة... ولكن جذوره بقيت متصلة ببلاده وتاريخ أمَّته - لم ينظر إلى الحالة الغربية بعين السائح المبهور ولكن بعين الناقد الذي يفكّك رموزها وألغازها.
لم يكن يوسف مروة " عابر سبيل " كالكثيرين من جحافل الشرقيين الذين يأتون إلى الغرب فينتهي بعضهم إلى حيث ترمي الحضارة نفاياتها... ويعود بعضهم بلغة جديدة أو شهادة من الشهادات بدون فهم عميق لحضارة هذا الغرب وأصولها وجذورها.
جمع يوسف مروة بين صرامة العقل المنهجي ودقّة المهندس والنفس الطويل للمؤرّخ، لذلك نحن لا نتحدث عن رجل عاش حياته يبحث عن مغنمٍ قريب أو بعيد في دنيا الناس.... بل عن باحثٍ مؤمن نذر حياته للمعرفة والعطاء.
متفائلٌ أبداً، لم يأبه للإحباط المحيق من حوله، متسلّحٌ بإيمانه العقائدي والديني، ولما لا، طالما أنّه الباحث عن الخير لأهله وقومه وأمتّه، غير آبهٍ بتنوّع المذاهب والمشارب والانتما،ات.
قوميٌّ بامتياز عندما تناديه الأُمَّة ليضمّد جراحها، ومؤمنٌ بامتياز عندما يناديه ضمير الخالق المبدع ، الذي أسقط عليه كُلّ محاسنه حتى ليكاد ينطبق عليه القول المأثور للإمام علي :"..إِذَا أَقْبَلَتِ الدُّنْيَا عَلَى أحَد أَعَارَتْهُ مَحَاسِنَ غَيْرِهِ، وَإِذَا أَدْبَرَتْ عَنْهُ سَلَبَتْهُ مَحَاسِنَ نَفْسِهِ." ولا شكّ عندي أنّ الدنيا قد أقبلت على فقيدنا الغالي حتى أصبح مساحة للحوار، محرّضاً على العلم، منفتحاً على الآخر ومحترماً لفكره وثقافته.
غيابه عّنا لن يملأ فراغه سوى الإقتداء بأخلاقه وثقافته و علمه، وسيرة نضاله وتضحياته وعطاءاته.

خالد حميدان

رئيس مركز التراث العربـي

بمثله نواجه وننتصر..
.. يرى البعض بأن الإبداع العربي معطّلٌ اليوم، كما التراث العربي، إلى أجل غير مسمى. هذا أمر مرفوض دون شك ذلك أن الدراسة التي بحوزتنا في مركز التراث العربي تشير إلى متفوقين مبدعين من الجنسيات العربية المختلفة يتوزعون بين الفلاسفة والمخترعين والمكتشفين وواضعي النظريات الجديدة في العلوم والرياضيات والطب والفيزياء والفلك وغيرها.. وإذا أجيز لنا تصنيفهم نقول: إنهم صانعو التراث العربي المعاصر.. ومثال هؤلاء العباقرة واحد من أبناء جاليتنا اللبنانية في كندا، العالم الدكتور يوسف مروّه، الذي كان له الباع الطويل والانتاج الوفير في العلوم الفيزيائية والفلكية والرياضيات وغيرها، وكانت لمساهماته البصمات النافرة في الحضارة الغربية التي يفاخر بها أصحابها.. تحية كبيرة إلى هذا العالم العملاق الذي بمثله نعتز ونفاخر.. وبمثله نواجه التحديات الحضارية وننتصر..

د. عاطف قبرصي

أستاذ الاقتصاد في جامعة ماك ماستر

عبقري من بلادي..
.. العالم الدكتور يوسف مروّه، عبقري من بلادي، عملاق، مبدع.. أغنى المكتبة العربية بمؤلفاته واجتهاداته العلمية كما ساهم في تطوير بعض القواعد والأساليب التقنية، من خلال نظرياتٍ واكتشافاتٍ وضعها في حقول الفيزياء والرياضيات والتطبيقات الصناعية وغيرها، كانت بمثابة بصماتٍ ثابتة في سجل الحضارة الإنسانية بحكم اعتمادها وتطبيقها في عدد من الدول الأوروبية والأمريكية لا سيما في كندا والولايات المتحدة. كان لي شرف معرفة الدكتور يوسف مروّه في الوطن كما في المهجر. وإنني أجزم القول واثقاً أن العزيز الذي رحل، ظلّ طوال مسيرته العلمية والفكرية، على وفائه للمبادىْ التي آمن بها منذ أن كان على مقاعد الدراسة، رفيقاً مبشراً بعقيدة سعاده، مستلهماً حقيقتها وصحتها طريقاً نهضوياً، لتنتصر الأمة بقيم الحق والخير والجمال..

سماحة الشيخ علي السبيتي

جمعية الهدى الإسلامية

ليولد يوسف من جديد..
.. لقد تميزت شخصية الراحل الدكتور يوسف مروة بتعددية آفاقها العلمية وشمولها المعرفي اذ لم يدخله اختصاصه الأكاديمي في إطاره المحض فتعداه إلى التاريخ والفلك والأدب والفقه والدين والسياسة. فلا يكاد سميره ينطق بالسؤال حتى يبادره الراحل بصوت هادئ يحكي نفسا متواضعة وخلقا رفيعا بجواب شاف وشرح واف يغنيك عن مواصلة الجدال أو الإلحاح في السؤال.. إن هذا التاريخ العابق بالعلم والنور يهتف بأبنائنا إلى الأخذ به بكل فخر واعتزاز ليولد بيننا يوسف من جديد فتتوقد مشاعل الأمل في ربى أمة كانت خير أمة أخرجت للناس، وفي خطى أمثال الراحل الفقيد تعقد الآمال بقيامة من وسط الخراب الكبير.
فسلام عليك يوم ولدت ويوم رحلت ويوم تبعث حيا..

Dr. Mroueh's Books كتب ومؤلفات د. مروة

View all Books